نورس بين موجتين..
جميل أن أصطاد أفكاري بخليج الذكريات..
بين موجتين..
بين حنين ووجع..
طعم مستكين في اللاذوق ..
يدك التي تعد الطعام مرونة وحرفية..
كمن يعزف سمفونية الوقت..
على سلم الجرح..
ونوتات الأبجدية..
و فراغ يكبر ويكبر.
بين موجتين..
نورس انا ..
أستوطن الزرقة..
أستوطن زبد الماء..
لرؤاي منطق الكينونة الأزلية..
مضخة قلب متعب ..منارة فكر متعب..
يهرق زلال العين ..يسيل لعاب القيثارة..
إشراقة ظلمة خوفي..
حد فاصل بين ماكان وما يحتمل أن يكون.
بين موجتين ..
أغزل الشباك..
أغرق طوعا خلف منشور الحكايا..
فتنة هذا البعد جنون..عمق هذا البحرسكون ..
ملامح اللوثة تحيط بأبعاد وجهي الغائر ..
تتلف خريطة تفاصيله..
دهاليز هواجسي خالية من تراتبية الفصول..
كل الملامح أصبحت تتشابه في انعكاسات الضوء..
في صراخ الهدايا..
في شروخ المرايا.
نورس أنا..
أهاجر متن البرق والرعود..
لأكتشف صلابة شريان القلب المتجمد..
خائف أنا كما كنت دائما ..
خائف أنا من شبحية الرؤئ ..
بعتمة خيالاتي..
من نوبات الجنون ..من رعشات الجفون..
ياقدري وقدر أقداري..
كن منصتا ..
كن منصفا.
بين موجتين..
أعلم أن في خيبتي دهشة لرضاك..
أعلم أن في حلمي صرخة لعنادك..
لكن كلماتك تجيد صلبي ..
لكن تطلعاتك تتقن شنقي..
على شجرة الزيتون ..
وتبدع ابتسامتك حرقي ..
على حطب كحل الجفون..
أطيرمتن الهواء عكس هواي..
أحط عنقاء على شموخ سواي.
نورس أنا..
بين مجرى الوادي وفتيل القنديل ..
يتمخترمساري..
هناك بالأسفل ..
هناك بعمق الأعماق..
حيث الأرواح تتعتق بالحنين ..
هناك أحاسيس تطفو..وتغفو..وتخبو..
لتحترق بسلام..
الشمس لسواي ..
و القمرمناي ومبتغاي.
بين موجتين..
طريقي ممتد قمرا ..جمرا ..
آه.. كم أخاف أن أضيع بمطلع القصيدة..
ترشدني ترنيمة حلمي ..
أسير على هدى لعثمة الطفل النائم بصدري..
محفظتي الجلدية الصغيرة ..
تحضن لوحة وطبشورا.. قلم رصاص ودفترا..
وتاج مملكتي بين الندم والعدم..
تزغرد الحقيقة الشاردة..
أقول شكرا لجراحاتي..ونوباتي خوفي .
بين موجتين..
نوبات جنوني..
كم أقنعتني أن لون دمي أقحوان وياسمين..
وأن بشرتي قمح وعسل.. وبذر يقطين..
وأن ابتسامتي فجرالساجدين ..
داخلي أطلال وجع..
يختفي حينا.. يتشعب حينا..
بين موجتين ..
النورس ينفش ريشه ..
ينعي أحلامه..بالعمق يستكين.
أسامة الحنشي
20/11/2024